إلي رويبضة الإعلام ..دفاعاً عن السنة كتبه / خالد آل رحيم . -.::motadynoon::.-


إلي رويبضة الإعلام ..دفاعاً عن السنة


كتبه / خالد آل رحيم


عندما تُطل علينا رؤوس الأفاعي فاغرة أفواهها ومشهرة أنيابها المليئة بالسم من خلال الشاشات الممولة لهدم ركن أصيل من أركان الدين وهو السنة النبوية المباركة ,وعندما يخرج علينا القس زكريا بطرس مصفقاً لهم ومهنئاً علي طعنهم في البخاري ومسلم قائلاً لهم :سنصفق لكم بكل حرارة عندما تطعنون في القرآن ,

أما هذا البطرس فهو أحقر شأناً من أن يُرد عليه وإما الروبيضة السفهاء فنقول لهم :

إن الذي يطعن في السنة هو بطبيعة الحال طاعن في القرآن لأن القرآن أمر باتباع الرسول صلي الله عليه وسلم وطاعته ونهي عن مخالفته وعصيان أوامره وحث علي التمسك بسنته والاعتصام بها فكيف يدعون أنهم يؤمنون به وهم يخالفونه

وإن للسنة مكانة عظيمة في الإسلام فهي شقيقة القرآن ومثله في الحجة وهي المبينة للقرآن تفصيلاً لمجمله وتوضيحاً لمبهمه وهي وحي من الله تعالي القائل(وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى)

ولهذه المكانة العظيمة أجمع أهل العلم علي أن الاشتغال بطلبها من أعظم القربات إلي الله لارتباط أمر السنة بأصول

الاعتقاد ولذلك فالزلل في شأنها خطير والعمل لتصحيح الاعتقاد حولها واجب

وقد اشتكي يوماً أحد تلاميذ عبد لله بن المبارك جهود الزنادقة في وضع الحديث وإفساد السنة فقال له ابن المبارك:

يعيش لها الجهابذة ثم قرأ قول الله تعالي (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)

والسنة وحي كالقرآن:

قال تعالي(وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) وقد نص أهل العلم علي أن ذلك يشمل السنة أيضاً

وقوله تعالي(إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ) أي قرأناً وسنة

وقوله تعالي (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) وبيان القرآن هو السنة

وقوله تعالي (وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً )

قال الإمام الشافعي : سمعت ممن أرضي من أهل العلم بالقرآن يقول : هي سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم

قوله تعالي (مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ)

فقد قرر تعالي أن طاعة الرسول صلي الله عليه وسلم هي طاعة الله وما ذلك إلا لأن سنته وحي من الله

وعن عبد الله بن عمرو ، قال : كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أريد حفظه ، فنهتني قريش ، فقالوا : إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر ، يتكلم في الغضب والرضا ، فأمسكت عن الكتاب ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال (اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا حق) رواه أحمد حديث صحيح

وقال عمر رضي الله عنه:يا أيها الناس إن الرأي
-->

إنما كان من رسول الله صلي الله عليه وسلم مصيباً لأن الله تعالي كان يريه ,

وقال التابعي حسان بن عطية : كان جبريل ينزل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن ويعلمه إياها كما يعلمه القرآن ,

وقال الإمام ابن حزم :القرآن والخبر الصحيح بعضهما مضاف إلي بعض وهما شئ واحد في أنهما من عند الله,

وقال أبو البقاء : والحاصل أن القرآن والحديث يتحدان في كونهما وحياً منزلاً من عند الله ,

قال ابن باز رحمه الله متحدثاً عن القرآن والسنة :

وهما أصلان متلازمان من حجد واحداً منهما فقد جحد الأخر وكذب به (انتهي)

وروي أن عمران بن حصين كان جالساً ومعه أصحابه فقال رجل من القوم لا تحدثونا إلا بالقرآن قال : فقال له : أدنه فدنا, فقال : أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلي القرآن أكنت تجد فيه صلاة الظهر أربعاً وصلاة العصر أربعاً والمغرب ثلاثاً تقرأ قي اثنتين ؟أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلي القرآن أكنت تجد الطواف بالبيت سبعاً والطواف بالصفا والمروة ؟ثم قال: أي قوم خذوا عنا فإنكم والله إن لا تفعلوا لتضلن

حال السلف مع السنة:

عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : قدمنا الشام مع عمر فأذن بلال فذكر الناس النبي صلي الله عليه وسلم فلم أري يوماً أكثر باكياً منه

أقول: كان مجرد ذكره صلي الله عليه وسلم كان يفعل بهم هكذا فماذا يقول من ترك سنته بالكامل بل ماذا يقول من يهاجم سنته ويطعن فيها

وعن منصور الكلبي أن دحية خرج من المزة إلي قدر قرية عقبة من الفسطاط وذلك ثلاثة أميال في رمضان ثم أفطر وأفطر معه أناس وكره الفطر آخرون فلما رجع إلي قريته قال: والله لقد رأيت اليوم أمراً ما كنت أظن أن أراه: إن قوماً رغبوا عن هدي النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه – يقول ذلك للذين صاموا- ثم قال عند ذلك اللهم اقبضني إليك ,

وقال يحيي بن يحيي التميمي سمعت أبا يوسف عند وفاته يقول : كل ما أفتيت به بعد فقد رجعت عنه إلا ما وافق الكتاب والسنة , وفي لفظ – إلا ما وافق القرآن واجتمع عليه المسلمون –

وقال المروذي قال لي أحمد (بن حنبل): ما كتبت حديثاً إلا قد عملت به حتي مر بي أن النبي صلي الله عليه وسلم

احتجم وأعطي أبا طيبة ديناراً فأعطيت الحجام ديناراً حين احتجمت ,

وقال سعيد بن عبد العزيز : سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: من عمل بلا اتباع سنة فعمله باطل ,

وقال البربهاري: إذا رأيت الرجل يطعن في الأثار أو يرد الأثار أو يريد غير الأثار فاتهمه علي الإسلام ولا تشك أنه صاحب هوي مبتدع ,

والله من وراء القصد ,,,

تعليقات